قبل استخدام الطاقة الكهربائية كمصدر أساسي للطاقة، كان الإنسانُ العماني يستخدم مصادر مختلفةً كانت متوفرة لديه وكيّف نفسه مع الوسائل التي تُستخدم هذه المصادر. وبالتالي للتعرّف على مصادر الطاقة التي كان الإنسان العماني يستخدمها خلال تلك الفترة، سيتمّ تقسيم استخدام هذه المصادر إلى مرحلتين، الأولى: – هي مرحلةُ استخدام مصادر الطاقة المتوفّرة في الفترة التي سبقت استخدام مصادر المشتقّات النفطية، حيث كان يتم استخدام مصادر الطاقة الأولية المتوفّرة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة النار والطاقة العضليّة. الثانية: – هي مرحلةُ استخدام مصادر الطاقة المتوفّرة من المشتقّات النفطية، حيث كانت تستورد فيها مشتقّات النفط بكمّيات محدودة من الخارج مثل القاز (الكيروسين) والديزل (السولار) والبنزين (الجازولين) وكانت تُستخدم كمصادرَ للطاقة، بالإضافة إلى استخدام المصادر السابقة التي تم ذكرها في حالة عدم توفّرها.
المحتويات
مقدمة
اولا: الطاقة المستخدمة قبل وصول المشتقات النفطية
استخدام الطاقة الشمسية في:
-
تجفيف التمور
-
تجفيف الليمون
-
تجفيف الأسماك
استخدام طاقة الرياح
استخدان طاقة الانسان في:
-
الزراعة
-
ركوب البحر
-
طحن الحبوب
-
الصناعات اليدوية
استخدام طاقة النار في:
-
طهي الطعام
-
الانارة
-
الصناعات الفضية
-
التدفئة
استخدام طاقة الحيوان في:
-
التنقل
-
الزراعة
-
حرث الأرض
-
سحب المياه من الابار
ثانيا: الطاقة المستخدمة بعد وصول المشتقات النفطية
وصول المشتقات النفطية
الوسائل المستخدمة لوقود الكيروسين
-
مصباح الكيروسين (الفانوس)
-
مصبح الكيروسين المضغوط (التريك)
-
موقد الكيروسين المضغوط (البريموس)
-
موقد الكيروسين الكيروسين أبو فتيلة (الدافور او الجز)
الوسائل المستخدمة لوقود الديزل
الوسائل المستخدمة لوقود البنزين
مُقدّمة
منذ الأزلِ وإلى الأبد يظلُّ الإنسانُ في حاجة إلى استخدام الطاقة بشتّى أنواعها، فهو في حاجة مستمرّة إلى استخدام الطاقة في مناحي حياته اليومية منذ أن خلقه الله على ظهر هذه البسيطة إلى وقتنا الحاضر؛ لهذا استخدم الإنسانُ الطاقةَ المتوفّرة في الطبيعة منذ البدايةِ، واستطاع أنْ يكيّفَ نفسه مع استخدامها وتمكّن من استخدام بعض الوسائل والأدوات البدائيّة للاستفادة منها، ثم طوّرها مع مرور الزمن وكيّفها عبر العصور المتعاقبة، حتى وصلتْ هذه الوسائلُ التي يتمّ استخدامها للاستفادة من مصادر الطاقة المختلفة إلى ما وصلتْ إليه في وقتنا المعاصر.
-
في البداية استخدم الإنسانُ طاقته الذاتيّة الناتجة عن الطاقة الكيميائيّة المستمدّة من غذائه، لذلك استفاد منها في استخدام عضَلاته لأداء أعماله اليوميّة.
-
استغلّ الإنسانُ طاقة الشمس منذ البداية، واستفاد من ضوئها وحرارتها.
-
اكتشف الإنسانُ النّار، وأصبح الخشب بعد ذلك أحد مصادر الطاقة، واستفاد منها للطهي والتدفئة.
-
تعلّم الإنسانُ تدجينَ الحيوانات واستأنس بعضها واستعملها كمصدر للغذاء واستفاد منها للحرث واستخدمها وسيلةً للنقل وغيرها من الاستخدامات.
-
تمكّن الإنسانُ من اختراع بعض الأدوات اليدويّة واستفاد منها، واستطاع الحصول على بعض المعادن وقام بصهرها واستفاد منها في صناعة بعض الأدوات.
-
استغلّ الإنسانُ طاقةَ الرّياح والمياه في أعمال الريّ وطحن الحبوب، وكذلك أصبحت المراكبُ الشراعيّة إحدى وسائل النقل المائيّة.
-
وأخيرًا اكتشفَ الإنسانُ طاقةَ الوقود الأحفوري (الفحم-النفط-الغاز)، ومعها ظهر ما يُعرفُ بالثّورات الصناعيّة التي تطوّرت معها حياة الإنسانِ المعيشيّة والتجاريّة والاقتصاديّة على مراحل، ونعيش حاليًا مرحلةَ الثّورة الصناعيّة الرابعة وربما في الثورة الصناعية الخامسة.
وبالرّغم من التطوّر الذي حدث في الأدوات والوسائلِ المُستخدمةِ في الاستفادة من مصادر الطاقة بمختلف أنواعها، إلّا أننا نجد في وقتنا الحاضر أنّ بعضَ هذه الوسائل اليدوية والبدائيّة ما زال يُستخدمُ في بعض الأماكن من العالم بسبب: –
-
الغرضُ والغايةُ من استخدام بعض هذه الوسائل لم يتغير عبر العصور، لذلك فإن استخدامها مازال قائما.
-
بعضُ هذه الوسائل والأدوات ما زال يتمّ استخدامها نتيجةَ عدم توفّر البديل، بسبب تفاوت مستوى المعيشة في بعض المناطق من بلدان العالم.
-
بعضُ هذه الوسائل والأدوات ما زال يتمّ استخدامها في أوقات وأماكن معيّنة خاصّة في الرحلات الخلويّة وغيرها.
-
بعضُ هذه الوسائل والأدوات يتمّ استخدامها كنوع من الحنين إلى ما كان يستخدمُ في الماضي.
لا شك أنّ طبيعةَ المنطقة والبيئة التي يعيش فيها الإنسانُ اثّرت على نوعيّة وأشكال الوسائل المستخدمة في الاستفادة من مصادر الطاقة المختلفة عبر العصور، حيث إنّ اختلافَ تضاريس ومناخ البيئة له دورٌ كبيرٌ في التأثير على نمط حياة الإنسان وطريقة معيشته.
كذلك هي البيئةُ العمانيّة نتيجةً لاختلاف تضاريسها وتنوّع مناخها اثّرت على طبيعة حياة الإنسان العماني عندما استقرّ فيها، وأثّرت على مناشطه المختلفة مثل الزراعة والصّيد والتجارة والصناعة وغيرها، واستخدم وسائل وأدواتٍ عديدةً للاستفادة من مصادر الطاقة بأنواعها المختلفة وسخّرها للقيام بهذه المناشط.
لا شك أنّ الإنسانَ العماني قديمًا عندما استقرّ في عمان، استخدم وسائل وأدواتٍ كانت مُستخدمةً في الاستفادة من مصادر الطاقة المتوفّرة والمعروفة في ذلك الوقت، شأنه في ذلك شأنَ أيّ إنسانٍ استقرّ في أيّ منطقة؛ هكذا هي الحياةُ اقتباسٌ وتعلّم وتطور وابتكار وهكذا هي مستمرّة إلى وقتنا المعاصر وإلى الأبد.
هذا يقودنا، ونحن بصدد الحديث عن تطوّر استخدام الطاقة المتوفرة في سلطنة عمان قبل ظهور الطاقة الكهربائية، إلى تعريف الجيل الحاضر بوسائل الطاقة التي كان أجداده يستخدمونها في إنجاز مُتطلّبات حياتهم اليومية قبل ظهور الطاقة الكهربائية، وكيف أنهم استطاعوا أنْ يستغلوا مصادر الطاقة المتوفّرة لديهم في ذلك الوقت واستطاعوا أن يسخّروها في إنجاز جميع مناشط حياتهم الاجتماعية والزراعية والتجارية وغيرها.
قبل استخدام الطاقة الكهربائية كمصدر أساسي للطاقة، كان الإنسانُ العماني يستخدم مصادر مختلفةً كانت متوفرة لديه وكيّف نفسه مع الوسائل التي تُستخدم هذه المصادر. وبالتالي للتعرّف على مصادر الطاقة التي كان الإنسان العماني يستخدمها خلال تلك الفترة، سيتمّ تقسيم استخدام هذه المصادر إلى مرحلتين، الأولى: – هي مرحلةُ استخدام مصادر الطاقة المتوفّرة في الفترة التي سبقت استخدام مصادر المشتقّات النفطية، حيث كان يتم استخدام مصادر الطاقة الأولية المتوفّرة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة النار والطاقة العضليّة. الثانية: – هي مرحلةُ استخدام مصادر الطاقة المتوفّرة من المشتقّات النفطية، حيث كانت تستورد فيها مشتقّات النفط بكمّيات محدودة من الخارج مثل القاز (الكيروسين) والديزل (السولار) والبنزين (الجازولين) وكانت تُستخدم كمصادرَ للطاقة، بالإضافة إلى استخدام المصادر السابقة التي تم ذكرها في حالة عدم توفّرها.
اولا: الطاقة المستخدمةقبل وصول المشتقات النفطية
موقع السلطنة الجغرافي المميّز وتنوّع تضاريسها ومناخها جعلها موطنًا مناسبًا للحياة البشريّة منذ القدم؛ لذلك استقرّ الإنسانُ العماني في هذه البيئة وعاش فيها وكوّن مجتمعات بشريّة مستقرّة في الشواطئ والسّهول والجبال والأودية والصحراء والجزر.
أهّلتْ هذه البيئةُ المناسبة الإنسانَ العماني لامتهانِ عدّة مهنٍ احترفها واستغلّ كافّة السبل لاستخدام مصادر الطاقة المتوفّرة في ذلك الوقت لإنجاز مناشطه التي تنوّعت مثل الزراعة والتجارة والصيادة والنجارة وغيرها من المهن الأخرى الذي كان يزاولها بالإضافة إلى مناشطه الاجتماعية والثقافيّة وغيره. واستطاع الإنسانُ العماني أنْ يكيّف نفسه مع مصادر الطاقة الأوّلية المتوفرة في ذلك الوقت مثل الطاقة الشمسيّة وطاقة الرياح وطاقة النّار والطاقة العضَلية بنوعيها البشريّة والحيوانيّة، واستخدمها في كافّة مناشط حياته اليوميّة.
فيما يلي سيتمّ التعرّف على مصادر الطاقة الأوّلية المعروفة في ذلك الوقت ونوعية المناشط التي كان يزاولها الإنسان، وبعض هذه المصادر ما زالت تستخدمُ بنفس الطريقة إلى وقتنا الحاضر.
الطاقةُ الشمسيّة
نعم إنّها الطاقة الشمسية التي نسمّيها حاليًا الطاقة الجديدة أو المتجدّدة، في الواقع تعتبر من المصادر الأوّلية للطاقة منذ القدم والتي استخدمها الإنسان منذ أنْ خلقه الله على هذه البسيطة، فقد استخدم هذه الطاقة مباشرة وكيّفها مع الوسائل البدائية التي كان يعرفها وطوّرها مع مرور الزمن من مبدأ الحاجة أم الاختراع حتى وصلت التقنيّات إلى ما وصلت إليه في وقتنا الحاضر. ونستطيع أنْ نقول بأنّ الحاجة إلى الطاقة الشمسيّة كمصدر للطاقة أصابها نوع من الخمول او الركود عندما تم اكتشاف الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز في المنتصف الثاني من القرن التاسع عشر وقلّ الاهتمام بها بسبب فارق التّكلفة بينها.
وقد اقتبس الإنسانُ العماني عدة وسائلَ في استخدام الطاقة الشمسية كما هي موضحة في الشكل رقم (1) وكيّفها مع بيئته وطوّرها واستطاع أنْ يستخدمها في المناشط التالية: –
تجفيفُ التّمور
امتهن الإنسانُ العماني منذ القدم الزراعة نتيجة لخصوبة الأراضي الزراعية وتنوّع المناخ ووفرة مصادر المياه الجوفية، واستخدم مياه الأفلاج في ريّ الزراعة بالإضافة الى الآبار والعيون العذبة. وقام بزراعة أنواع مختلفة من المزروعات، وتُعتبر محاصيلُ نخيل التمر من أهم المحاصيل بالإضافة إلى نخيل جوز الهند والليمون والمانجو والموز والقمح وغيرها.
تجفيفُ التّمور كما هو معروفٌ هو إحدى الطرق التي تستخدم في الاستفادة من محاصيل نخيل التمر، حيث تعتمدُ هذه الطريقة على حرارة الشمس كمصدر طبيعي للحرارة، ويتم تخصيصُ مكان منعزل في المزرعة ومهيّأ بطريقة خاصّة لتجفيف التمور يعرفُ بـ (المسطاح). وما زالت هذه الطريقة تستخدم إلى الآن في تجفيف التمور. إذن الطاقة الشمسيّة هي مصدر الطاقة.
الشكلُ رقم (2) يوضّح طريقة تجفيف التمور. (مصدر الصور أرشيف جريدة عمان)
تجفيفُ الليمون
هو إحدى الطرق التي تستخدم فيها الطاقة الشمسية كوسيلة للتجفيف. ويعتبرُ محصولُ الليمون من المحاصيل الزراعية التي تنتشر زراعتها بكثرة في معظم مناطق السلطنة. ونتيجة لكثرة زراعة الليمون فإنّها تكفي للاستهلاك المحلي ويصدّرُ الفائض منه إلى الخارج، وفي بعض المناطق يعتبرُ الليمون من المنتجات التي تزرع من أجل تصديرها، حيث اشتهرت منطقة الباطنة بزراعة أشجار الليمون وتصديره إلى الخارج. ويُطلقُ على الليمون بعد تجفيفه بالليمون اليابس او الليمون المجفّف وفي بعض المناطق يُطلقُ عليه (اللومي)، ومن كثرة ما كان يصدّر من الليمون المجفّف إلى دول الخليج كان يُطلقُ عليه (اللّيمون الصحاري) نسبةً إلى مدينة صحار وفي العراق كان يطلقُ عليه (الليمون العماني).
الشّكل رقم (3) يوضّح الليمون المجفف. (مصدر الصورة موقع Shutterstock الالكتروني)
تجفيفُ الأسماك
الطاقة الشمسيّة كانت أيضًا يُستفاد منها في تجفيف بعض أنواع الأسماك، حيث إنّ هذه الطريقة كانت تُستخدم لأنواع معيّنة من الأسماك لحفظها واستخدامها عندما لا تتوفر أسماك طازجة او لتصديرها او للحصول على زيتها لاستخدامها للإنارة. وفيما يلي بعض أنواع الأسماك التي كانت وما زالت تجفّف: –
تجفيفُ سمك القرش الصغير (العوال): – هذه النوعيّة من الأسماك يتمّ تجفيفها وحفظها واستخدامها عندما لا تتوفّر أسماك طازجة خاصّة في المناطق البعيدة من الشواطئ وتُستخدم عند السفر كما أنه يتمّ تصديرها. ولتجفيف هذه النّوعية من الأسماك يتم إزالة أحشائها وزعانفها ثم تقطّع إلى شرائح، ويضاف إليها الملح، ثم يتمّ تعليقها على حبال في أماكن مناسبة لتجف او تفرش في أماكن مخصّصة وتترك حتى تجف. ويعرفُ سمك القرش بعد التجفيف بالعوال او اللخم، ومن الوجبات العمانية المشهورة من العوال هي (خمباشة العوال).
الشكل رقم (4) يوضّح وجبة خمباشة العوال. (مصدر الصورة..)
تجفيفُ سمك السّردين الصغير (القاشع): – سمك السّردين كما هو معروفٌ يعيش في أسراب وبأعداد هائلة، وبالتالي يتم استخدام شباك كبيرة الحجم مخصّصة لصيدها وسحبها إلى الشاطئ، حيث يتم تخصيص أماكن لتجفيفها، ويتم فرش سمك السردين دون تقطيع وتترك معرّضة لأشعة الشمس حتى تجف. ويعرف سمك السردين الصغير بعد التجفيف (بالقاشع)، ومن الوجبات العمانية المشهورة من القاشع هي (سحناة القاشع). الشكل رقم (5) يوضّح القاشع المجفف الذي عادة تحضر منه وجبة سحناة القاشع المعروفة. (مصدر الصورة موقع Shutterstock الالكتروني)
تجفيفُ سمك السّردين الكبير (العومة او العيد): – سمك السّردين او كما يُطلقُ عليها (العومة او العيد) يتم استخدامها بعد تجفيفها طعامًا للحيوان لدرّ الحليب، كما أنها تستخدمُ كسماد للمزروعات، وحيث إنها تعيش في أسراب هائلة يتم استخدام شباك مخصّصة لصيدها وتسحبُ إلى الشاطئ ثم تفرشُ في أماكن مخصّصة وتتركُ حتى تجف. ونتيجة لتعفّن أحشائها أثناء التجفيف تفوح منها روائح غير محبّذة تصل إلى الأماكن القريبة منها. هذه الطريقة مستخدمة في المدن والقرى الساحلية في السلطنة. الشكل رقم (6) يوضّح طريقة تجفيف سمك السردين (العومة) تحت أشعة الشمس. (مصدر الصورة أرشيف جريدة عمان)
تجفيفُ سمك السردين للحصول على الزيت (الصيفة): – تعتبرُ هذه الطريقة هي إحدى الطرق التي يتمّ استخدامها قديما من أجل الحصول على الزيت من سمك السردين، ويسمّى الزيت الناتج من تجفيف السّردين بـ (الصيفة). ويستخدم زيت الصيفة كمصدر لزيت الإضاءة كما أنّه يُستخدم في طلاء السفن للمحافظة عليها من تسرّب الماء. وقد اشتهرت محافظة ظفار بتصدير زيت الصيفة إلى بقيّة محافظات السلطنة وإلى الخارج، نتيجة لوفرة سمك السردين في شواطئها خاصة في الفترة ما بين شهري أكتوبر وأبريل من كل سنة.
طريقة صيد سمك السّردين تسمّى بـ (الضواغي) وهي جمع (ضاغية)، حيث يتم استخدام شباك كبيرة تسمّى (الجريف) لصيد الأعداد الهائلة من السّردين ثم يتم سحبها إلى الشاطئ.
طريقة التّجفيف المُستخدمة من أجل الحصول على زيت (الصيفة) هي كالتالي:
-
يتمّ أولًا إعداد مكان مخصّص للتجفيف، حيث يتم تهيئة المكان على شكل سواقٍ او أخاديد صغيرة تسمّى (المناشيل) بطريقة مائلة جميعها إلى مكان للتجميع يسمّى (المخر).
-
يتمّ اختيار نوع السّردين المناسب كبير الحجم والسمين ويتمّ رصّه في هذه السواقي (المناشيل) وتعريضها لأشعّة الشمس.
-
عندما تتعرّض السّردين لأشعّة الشمس لعدة أيام يتكون خليط نتيجة لذوبان الشحم والعفن على شكل سائل يتجمّع في مكان التجميع (المخر)، حيث يترسّب العفن في الأسفل ويطفو الشحم المذاب (الصيفة) ويتمّ تجميعها في أوانيَ خاصة. الشكل رقم (7) يوضّح طريقة صيد سمك السردين (الضواغي). (مصدر الصورة موقع Shutterstock الالكتروني)
تجفيفُ الصّفيلح: – من الطرق المتّبعة في تجفيف إحدى الكائنات البحرية الرخوية الصدفية المُسماة محليًا (الصفيلح) وعربيًا (أذن البحر) وعالميًا (الأبلوني). بعد استخراجه من البحر يتم التخلّص من الصدفة والأحشاء ثم يُغلى بماء البحر ويوضع في أماكن مخصّصة للتجفيف وتعريضه لأشعة الشمس لفترة تصل إلى عشرين يوما، وكلّما زاد فترة التجفيف زادت جودة الصفيلح.
-
الشكل رقم (8) يوضّح طريقة تجفيف الصفيلح. (مصدر الصور أرشيف جريدة عمان)
طاقةُ الرياح
الموقع البحري الاستراتيجي للسلطنة منذ القدم جعل النشاط البحري مزدهرا على مرّ العصور، حيث استخدم الإنسان العماني طاقة الرياح في إبحار السفن الشراعية للتنقل بين مدنه الساحلية وبين مدن الجزيرة العربية، كما أنه استفاد من طاقة الرياح الموسميّة في الإبحار إلى مناطق خارج الجزيرة العربيّة وصولًا إلى سواحل أفريقيا الشرقيّة وشبه القارة الهنديّة والصين وغيرها من المناطق الساحلية في العالم، حيث كانت هذه السفن تستخدم في نقل البضائع والركاب والمنتجات الزراعيّة والبحريّة والحيوانيّة وتبادلها مع الدول الأخرى ببضائع اخرى.
هذا النشاط البحري المزدهر دفع الإنسان العماني إلى بناء السفن الشراعيّة بأنواع مختلفة وبمسمّيات متعدّدة لتناسب أنشطته البحرية. واشتهرت مدينة صور بصناعة السّفن منذ القدم، ومن المسمّيات التي كانت تطلقُ على أنواع السّفن (البغلة -الغنجة -السنبوق -البدن -الزاروقة – القطران -المدرعة وغيرها).
الشكل رقم (9) يوضح مكان صناعة السفن في مدينة صور (مصدر الصورة الهيئة العامة للوثائق والمحفوظات)
طاقةُ الإنسان
منذ أنْ خلق الله الإنسان على وجه الأرض وهو يستخدم طاقته المتمثّلة في قوة عضلاته التي تُعتبر أوّل طاقة استخدمها الإنسان في مناشط حياته اليومية، حيث اعتمد على قوّته الجسميّة في البحث عن الغذاء وعمل الملاجئ ومن ثم زراعة المحاصيل. ثم تطوّرتْ حياة الإنسان مع مرور الزمن فاستخدم الأدوات التي ساعدته على التكيّف مع بيئته المعيشيّة واستخدمها في الصيد والزراعة والصناعات اليدوية وغيرها، وما زالت طاقة الإنسان مستخدمةً عبر العصور إلى يومنا هذا. الشكل رقم (10) يوضح المناشط التي تستخدم فيها الطاقة العضلية للإنسان.
هكذا كان الإنسان العماني، فقد استخدم طاقته العضليّة وكيّف نفسه مع مصادر الطاقة المتوفّرة في كل عصر واستخدمها في كثير من المناشط في حياته اليومية مثل:
الزراعة: – استخدم الإنسان العماني طاقته العضَلية بمساعدة بعض الأدوات الزراعية التي استخدمها في حراثة الأراضي الزراعية، فقد استخدم المحراث اليدوي في تهيئة الأرض للزّراعة، وتسمّى هذه العملية (الهيس)، كما أنه استخدم بعض الأدوات في سقي المزروعات وحصادها.
الشكل رقم (11) يوضّح عملية الهيس في تهيئة الأرض للزراعة. (مصدر الصورة المصور أبو صدام الخروصي)
ركوب البحر: – تم استخدام طاقة الانسان في تسيير السّفن البحريّة الصغيرة بالمجاديف، حيث كانت هذه السفن تصنع محلّيًا لتناسب حاجة استخدامها، بعضها كانت تستخدم في الإبحار بين المناطق الساحليّة لنقل الركاب والبضائع وبعضها كان يستخدم للصيد وبعضها كانت تستخدم لسحب السفن الكبيرة من وإلى الشاطئ وغيرها من الاستخدامات. الشكل رقم (12) صورة للقوارب التي يستخدم فيها المجداف. (مصدر الصورة أرشيف جريدة عمان)
طحنُ الحبوب: – استخدم الإنسان العماني طاقته العضَلية في طحن الحبوب، حيث كان يستخدم وسيلة يدوية تسمّى الرّحى، وهي مكوّنة من قطعتين دائريتين من الحجر، توضعان فوق بعضهما، السفلى تكون ثابتة ويثبّت في وسطها عود من الخشب يكون ظاهرا لأعلى يعمل كمحور تدور عليه القطعة العلوية، والقطعة العلويّة بوسطها حفرة، هذه الحفرة تعمل على تثبيت القطعة العلويّة عند الدوران على العود الخشبي الظاهر من القطعة السفلية، كما يتمّ وضع الحبوب المراد طحنها من خلال هذه الحفرة.
آليّة طحن الحبوب تتمّ بتدوير القطعة العلويّة باليد بواسطة مقبض خشبي مثبّت في طرف القطعة العلوية، واليد الثانية تقوم بوضع الحبوب المراد طحنها من خلال الحفرة في القطعة العلويّة. وسابقًا يكاد لا يخلو أيّ منزل من الرّحى، كونها تُستخدم بشكل يومي لطحن الحبوب. الشكل رقم (13) يوضّح أداة الرّحى المستخدمة في طحن الحبوب. (مصدر الصورة موقع Shutterstock الالكتروني)
الصناعات اليدويّة: – استخدم الإنسان العماني طاقته العضَلية في امتهان العديد من الصناعات اليدويّة التي كان يزاولها قديما وكانت مصدرًا لرزقه، بعضها مازال قائما إلى يومنا مثل (صناعة السفن، صناعة الخشبيّات، صناعة النسيج، صناعة الجلود) وغيرها من الصناعات التي كانت تعتمد على طاقة الانسان قبل استخدام الأدوات الحديثة. الشكل رقم (14) يوضّح طريقة النسج يدويًا. مصدر الصورة أرشيف جريدة عمان)
طاقة النار
تعتبرُ طاقة النار بعد اكتشافها ثاني مصدر للطاقة عرفها الإنسانُ واستخدمها بعد طاقته العضَليّة، حيث استطاع مع مرور الزمن أنْ يكيّف استخدامها ويسخّرها للاستعمال في كثير من المناشط الى يومنا هذا. الشكل رقم (15) يوضح بعض استخدامات طاقة النار قديما.
كذلك الإنسان العماني استخدم طاقة النار في كثير من الاستخدامات، وما زال يستخدم بعض منها الى الآن مثل: –
طهيُ الطعام: – كانت بقايا الأشجار اليابسة التي تنمو في الأودية (الحطب) ومخلّفات بعض المزروعات هي المصدر الأساسي لوقود النار التي كانت تُستخدم لطهي الطعام في كلّ منزل قبل استخدام الأجهزة الحديثة للطهي. الشكل رقم (16) يوضّح استخدام النار في الطهي. (مصدر الصورة…)
الإنارة: – كان ضوء النار مصدرًا للإنارة بالليل، وقد تم استخدام وسائل مختلفة للإنارة ليلًا. ومن بعض الوسائل التي كان يتم استخدامها للإنارة السراج، الذي كان يستخدم فيه زيت سمك السّردين (الصيفة)، او بعض الزيوت الأخرى، كمصدر لوقود الإنارة.
-
الشكل رقم (17) يوضح بعض الوسائل التي يستخدم فيها الزيت كوسيلة للإضاءة. (مصدر الصورة المصور حافظ سويلم)
الصناعات الفضية: – كانت طاقة النار وما زالت تُستخدم في العديد من الصناعات اليدوية مثل (صناعة الخناجر والسيوف، صناعة الفضيّات، الصناعات الفخاريّة وغيرها). الشكل رقم (18) يوضّح أنواع مختلفة من الخناجر العمانية التي هي ناتج احدى الصّناعات الفضيّة. (مصدر الصورة موقع Shutterstock الالكتروني)
التّدفئة: – دفء النار كان وما زال المصدرَ الذي يلجأ اليه الإنسان للتدفئة في أيّ وقت وفي أي مكان خاصّة في فصل الشتاء. الشكل رقم (19) يوضّح استخدام النار في التّدفئة. (مصدر الصورة موقع Shutterstock الالكتروني)
طاقةُ الحَيوان
تعلّم الإنسان تدجينَ الحيوانات منذ القدم وعلى مرّ العصور وإلى وقتنا الحاضر، واستخدم بعضَها للحراسة والصيد واستفاد من بعضها لحمها وحليبَها وجلودها، كما استفاد من طاقة بعضها بعد تكييف بعض الأدوات لها واستخدمها في الزراعة والتنقّل ونقل البضائع وغيرها من الاستخدامات الأخرى.
كذلك الإنسان العماني قام بتربية بعض الحيوانات مثل الماعز والخرفان والبقر والخيل والجمال والحمير وغيرها واستفاد من طاقة بعضها واستخدمها في العديد المناشط مثل:
التنقّل: – استخدم الإنسان العماني بعض الحيوانات في التنقّل مثل الجمال والخيول والحمير، حيث كان يستخدمها للتنقّل للمسافات القريبة داخل المدن والقرى لقضاء احتياجاته وكذلك استخدمها للتنقّل بين المدن والقرى، وكانت تعمل مقاعد خاصّة تثبّت على ظهر الحيوان من أجل جعل الركوب على ظهر الحيوان مريحًا للتنقل. الشكل رقم (20) يوضّح استخدام الجمال في التنقّل. (مصدر الصورة: – هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية)
الزراعة: – استفاد الإنسان من طاقة الحيوان في الزراعة، حيث تمّ تصميم بعض الأدوات الخاصّة لاستخدامها بمساعدة بعض الحيوانات في عملية حرث الأراضي الزراعيّة وسحب المياه بطرق مختلفة.
-
حرث الأرض: – كانت الثيران والحمير والجمال تُستخدم لجرّ المحراث بمساعدة الإنسان لحرث الأرض قبل زراعتها. الشكل رقم (21) يوضّح استخدام الثيران في الحرث. (مصدر الصورة أرشيف جريدة عمان)
-
سحب المياه من الآبار: – كانت الثيران او الحمير تُستخدمُ في سحب المياه من الآبار بواسطة أدوات خاصّة لسقي المزروعات، وتسمّى هذه الطريقة (الزيجرة). كذلك كانت تستخدم الجمال في سحب المياه من الآبار بواسطة أدوات خاصة لسقي المزروعات، وتسمّى هذه الطريقة (السناوة). الشكل رقم (22) يوضّح طريقة سحب المياه من الآبار باستخدام الثور والحمار (الزيجرة). (مصدر الصورة المصور حافظ سويلم)، واشكل رقم (23) يوضح طريقة سحب المياه من الابار باستخدام الجمل (السناوة). (مصدر الصورة أرشيف جريدة عمان)
ثانيا: الطاقة المستخدمة بعد وصول المشتقات النفطية
بعد أنْ تم اكتشاف النفط في منتصف القرن التاسع عشر توالت الاكتشافات على مستوى العالم، وتطوّرت تقنيات تكرير النفط الخام للحصول على المشتقّات النفطية التي تُستخدم كوقود في الأجهزة والآلات والمعدّات المنزليّة والصناعيّة والزراعيّة ووسائل الإنارة ووسائل النقل وغيرها من الاستخدامات الأخرى.
وقد استمرّ البحث والتنقيب عن النفط الخام حول العالم، وفي بداية النصف الأول من القرن العشرين بدأ البحث عن النفط الخام في دول المنطقة ومن ضمنها سلطنة عمان والدولُ المجاورة لها.
وتُعتبرُ ايران أوّل دولة في المنطقة يتم اكتشاف النفط فيها، حيث تم ذلك في عام 1908م، ثمّ تمّ اكتشاف النفط في العراق عام 1912 م، بعد ذلك توالت الاكتشافات النفطية، حيث تم انتاج النفط في البحرين عام 1932 م، السعودية عام 1932 م، الكويت عام 1946 م، قطر عام 1949 م، الإمارات عام 1963 م، والسلطنة عام 1967 م.
كذلك اليمن، بالرغم من أنه تم انتاج النفط في اليمن في عام 1986 م، إلّا أنّه في عام 1953 م تم إنشاء مصفاة للنفط الخام في مدينة عدن، كانت مدينة عدن في وقتها مدينة اقتصادية عالمية، وكان يتمّ استيراد النفط الخام من الخارج، وبعد تكريره في المصفاة يتمّ تصدير المشتقّات النفطيّة إلى الدول المجاورة، والسلطنة كانت إحدى الدول التي كانت تستورد المشتقات النفطية من اليمن.
وصولُ المُشتقّات النفطيّة إلى السلطنة
يُعتبر وصولُ المشتقات النفطية هو بداية استخدام مصادر جديدة للطاقة، حيث بدأ التعرف على الوسائل والمعدّات والآلات التي تستخدم المشتقّات النفطية كوقود، وبدأ استخدامها في الإنارة والطهي والزراعة وركوب البحر والصناعة وغيرها من الاستخدامات الأخرى. وشيئًا فشيئًا بدأ الاعتماد عليها وحلّت تدريجيًا محلّ مصادر الطاقة القديمة في كثير من الأنشطة اليومية المختلفة، إلّا انّه في الأماكن التي يتعذّر وصول المشتقات النفطية إليها استمرّ الاعتماد على استخدام مصادر الطاقة القديمة التي ذكرناها آنفًا.
وكانت المشتقّات النفطيّة تصل إلى المدن الساحليّة في السلطنة عن طريق البحر بواسطة السفن، حيث يتمّ تخزينها في براميل، ثم تشحنُ في السّفن. وعند وصول السّفن إلى شواطئ المدن الساحليّة يتمّ إلقاء البراميل المملوءة بالمشتقّات النفطيّة في البحر، ثم يتمّ سحبُها إلى الشاطئ، وبعد ذلك تتم دحرجتها على الشاطئ لأماكن مناسبة ليتمّ بعد ذلك تفريغها او نقلها إلى الأماكن المخصّصة لبيعها للمستهلكين. وعادة يتمّ تفريغها في أوانٍ معدنيّة تسمّى (تنك)، حجمها أصغر من البراميل ويسهل حملها على الدوابّ إلى المناطق البعيدة من الشاطئ، يتمّ بعد ذلك تفريغها وبيعها في أوانٍ صغيرة تناسب احتياجات المستهلك. الشكل رقم (24) يوضح الطريقة التي كانت تسحب بها البراميل الى الشاطئ. (مصدر الصورة أرشيف شركة تنمية نفط عمان)
المُشتقّات النفطيّة المعروفة في ذلك الوقت والأكثر استخدامًا كانت هي الكيروسين والديزل والبنزين، وكان لكلّ نوع من هذه المشتقّات استخداماته الخاصّة، وفيما يلي سيتمّ التعرّف على الطاقة التي يتم الحصول عليها من كلّ نوع من أنواع المشتقّات النفطيّة، وكذلك التعرّف على الوسائل والأدوات والمعدّات والأجهزة المستخدمة لها: –
الوسائلُ المُستخدمة لوقود الكيروسين
يعتبرُ وقود الكيروسين من أهمّ المُشتقّات النفطيّة استخدامًا والأكثر شيوعًا، كونه يستخدم في وسائل الإنارة ووسائل الطهي، ويكاد لا يخلو بيت من هذا الوقود سابقا، ذلك لأن الإنارة والطهي حاجة ماسّة لا يستغني عنها الإنسان في حياته اليومية. الشكل رقم (25) بعض الوسائل التي يستخدم فيها وقود الكيروسين.
بعض الوسائل الشائعة التي كانت تُستخدم في الإنارة كانت مصباح الكيروسين (الفانوس) ومصباح الكيروسين المضغوط (التريك)، أمّا وسائل الطهي فكانت موقد الكيروسين المضغوط (البريموس) وموقد الكيروسين ذو الفتيلة (الجز او الدافور): –
مصباح الكيروسين (الفانوس): – يعتبرُ مصباح الكيروسين (الفانوس) من أكثر الوسائل المستخدمة في الإنارة وكان لا يخلو بيت من هذه الوسيلة، كونها تُستخدم للإنارة في المنازل وفي الأماكن المظلمة نظرًا لسهولة استخدامها وسهولة حملها. الشكل رقم (26) يوضّح مصباح الكيروسين (الفانوس). (مصدر الصورة موقع Shutterstock الالكتروني)
يتكون مصباح الكيروسين كما هو موضح في الصورة من:
-
خزّان لوقود الكيروسين مصنوع من المعدن على شكل مستدير، ويوجد بهذا الخزّان فتحتان من الجهة العلوية:
-
فتحةٌ علويّة جانبيّة تُستخدم لتعبئة الكيروسين ومغطّاة بغطاء لمنع تسرّب الكيروسين عند الاستخدام.
-
فتحةٌ في وسط الجهة العلويّة للخزّان مثبّت عليها أداةٌ مصمّمة بحيث يتمّ السّماح بتركيب الفتيلة الخاصّة بالاشتعال مصنوعة من القطن. وجزء الفتيلة الخاص بالاشتعال يكون ظاهرًا إلى أعلى خارج الخزّان. أمّا بقيّة جزء الفتيلة فيكون متدليًا إلى أسفل مغمورًا في الكيروسين داخل الخزان. ويتمّ التحكّم في تحريك الفتيلة من خلال مقبضٍ مصمّم للتحكم في زيادة أو نقصان الجزء المشتعل من الفتيلة، ايّ انّه كلما زاد الجزء المشتعل من الفتيلة بمقدار مناسب زادت شدة الإضاءة أمّا إذا نقص فتقلّ شدّة الإضاءة.
-
-
زجاجة شفّافة مجوّفة على شكل بيضاوي او شكل كروي مفتوحة من الجهتين العلويّة والسفليّة، ووظيفة هذه الزجاجة هو حماية الفتيلة المشتعلة من الانطفاء عندما تتعرّض للهواء أثناء الاستعمال، كما أنّها تعمل على توسيع مساحة المنطقة المضاءة. والزجاجة مثبّتة بسلكين معدنيين لحمايتها من الكسر ومتّصلان ببعضهما في قاعدة أسفل الزجاجة مثبّت بها مقبضٌ يتحكّم في رفع الزجاجة إلى أعلى للتمكّن من إشعال الفتيلة بعود ثقاب ثم عودتها إلى وضعها الطبيعي بعد إشعال الفتيلة.
-
مقبضان معدنيّان أجوفان مثبّتان عموديًا على خزّان الكيروسين من جانبهما السفلي ومعقوفان من جانبهما العلوي ومتّصلان ببعضهما من خلال أسطوانة معدنيّة، هذه الاسطوانة مثبت بداخلها أسطوانة أخرى بواسطة سلك زنبركي يساعد على تحريكها إلى أعلى وأسفل. الأسطوانة الداخلية بها فتحات في جانبها العلوي تعمل كمدخنة تسمح بمرور الغازات الناتجة من الاشتعال وجانبها السفلي مثبّت على الزجاجة الشفّافة. يوجد سلك معدني مثبّت على المقبضين مرن الحركة يُستخدم لحمل الفانوس.
مصباح الكيروسين المضغوط (التريك): – فكرة عمل مصباح الكيروسين المضغوط (التريك) للحصول على الإضاءة تختلف عن فكرة عمل مصباح الكيروسين (الفانوس)، حيث إنّ فكرة عمل التريك للحصول على الإضاءة تعتمد على الاحتراق الناتج من الكيروسين المضغوط الذي يتحوّل من الحالة السائلة إلى الحالة الغازيّة عندما يتعرّض لدرجة حرارة عالية من خلال تصميم معيّن للمواسير التي يمرّ من خلالها وقود الكيروسين، بخلاف الفانوس الذي نحصل على الإضاءة منه نتيجة لاشتعال الفتيلة المتصلة مباشرة بالكيروسين داخل الخزان. الشكل رقم (27) يوضّح مصباح الكيروسين المضغوط (التريك). (مصدر الصورة…)
يتكون مصباح الكيروسين المضغوط (التريك) كما هو موضح في الصورة من: –
-
خزّان على شكل أسطواني مصنوع من النحاس ويوجد به من الجانب العلوي ثلاث فتحات: –
-
الفتحة الأولى تُستخدم لتعبئة الخزّان بالكيروسين، ويوجد بغطاء هذه الفتحة مؤشّر يوضّح شدّة الهواء المضغوط داخل الخزان.
-
الفتحة الثانية تحتوي على مكبس يُستخدم لضغط الهواء داخل الخزّان.
-
الفتحة الثالثة مثبّت فيها الجهاز الخاص بالاحتراق والذي تنتج عنه الإضاءة.
-
قاعدة معدنيّة مثبّتة أعلى الخزّان بها فتحات للتهوية ومثبّت فيها مفتاح متّصل بجهاز الاحتراق للتحكّم في كميّة الغاز المضغوط، يثبّت على هذه القاعدة زجاجة شفّافة على شكل أسطواني مفتوحة من الجهتين، تعمل هذه الزجاجة على حماية الفتيلة الملتهبة وزيادة مساحة المنطقة المضاءة. مثبّت حول الزجاجة أربعة أسلاك معدنيّة عموديّة لحمايتها من الكسر، وهذه الأسلاك العموديّة مثبّتة في أعلاها حلقة معدنيّة دائريّة.
-
غطاء معدنيٌ أجوف مثبّت أعلى الزجاجة مصمّم بأسفله صفٌ من الفتحات الصغيرة للتهوية وصفٌ آخر من الفتحات الكبيرة أعلى الغطاء تسمح بمرور الغازات الناتجة من الاحتراق. هذا الغطاء مثبّت من الأسفل في الحلقة المعدنيّة الدائريّة بمسمارين، ومثبّت في هذين المسمارين سلك معدنيٌ مرن الحركة يُستخدم لحمل التريك.
-
جهاز الاحتراق مكوّنٌ من أنبوبتين معدنيّتين: –
-
الأنبوبة الأولى طرفها السفلي مثبّت عموديا أعلى الخزّان وطرفها العلوي معقوف على شكل دائري متّجه إلى أعلى مثبّت فيه غطاء به ثقب دقيق. هذه الأنبوبة تسمح بمرور الكيروسين المضغوط من الخزّان وعند مروره في الجزء المعقوف من الأنبوبة يتحول من الحالة السائلة إلى الحالة الغازيّة نتيجة للحرارة الناتجة من الفتيلة الملتهبة.
-
الأنبوبة الثانية قطرها أكبر من الأنبوبة الأولى ومثبّتة بمسافة بسيطة أعلى منها ومعقوفة إلى الأسفل ومثبّت في نهايتها قطعة من السيراميك، ويثبّت حول قطعة السيراميك فتيلة مصنوعة من قماش خاص يصدر منه ضوء لامع نتيجة لاحتراق قطعة السيراميك.
-
طريقةُ عمل (التريك): – تعتمد فكرة عمل التريك على الاحتراق الناتج من اتّحاد النار والهواء مع الحالة الغازية للكيروسين المضغوط: –
-
يُملأ الخزّان بالكيروسين.
-
يُرفع الغطاء من أجل السماح لعمليّة إشعال النار.
-
يتمّ دفع الهواء تدريجيًا إلى داخل الخزّان باستخدام المكبس حتى يوصل الكيروسين المضغوط إلى الثقب في نهاية الأنبوبة الأولى ويتجمع في مكان ملاصق لطرفي الأنبوبتين.
-
يتمّ إشعال النار في الكيروسين المتجمّع بواسطة عود ثقاب او ولّاعة، ويستمرّ اشتعال الكيروسين لعدّة دقائق.
-
نتيجة لاشتعال النار تسخنُ الأنبوبتان ويسخنُ معها الكيروسين المضغوط ويتحوّل من الحالة السائلة الى الحالة الغازية.
-
مع استمرار دفع الهواء داخل الخزّان، يندفع الكيروسين المضغوط المتحوّل إلى الحالة الغازيّة تلقائيًا نحو الثقب الدقيق في نهاية الأنبوبة الأولى، وعند خروجه يتّحد مع الهواء والنار المشتعلة وينتج عن ذلك لهَبٌ ينفث داخل الأنبوبة الثانية حتى يصل إلى قطعة السيراميك التي تتوهّج نتيجة للاحتراق، مما يجعل الفتيلة التي حولها يصدرُ منها ضوء لامع.
موقدُ الكيروسين المضغوط (البريموس): – موقدُ الكيروسين المضغوط (البريموس) من الوسائل التي كانت تُستخدم للطهي وكان يستخدم فيها وقود الكيروسين كمصدر للطاقة. الشكل رقم (28) يوضّح موقد الكيروسين (البريموس). (مصدر الصورة موقع Shutterstock الالكتروني)
يتكون موقد الكيروسين المضغوط (البريموس) كما هو موضح في الصورة من: –
-
خزّان على شكل أسطواني مصنوع من النّحاس ويوجد به من الجانب العلوي ثلاث فتحات: –
-
الفتحة الأولى تستخدم لتعبئة الخزان بالكيروسين، ويوجد بغطاء هذه الفتحة مفتاح يستخدم للتحكّم في الهواء المضغوط داخل الخزّان.
-
الفتحة الثانية تحتوي على مَكبس يُستخدم لضغط الهواء داخل الخزان.
-
الفتحة الثالثة تقع في منتصف الخزّان العلوي ومثبّت فيها الجهاز الخاص بالاشتعال والذي ينتج عنه اللهب.
-
-
ثلاث أرجل عمودية مصنوعة من الحديد مثبّتة على جانب الخزّان على مسافات متساوية وممدودة إلى أعلى ومعقوفة في النهاية، وظيفة هذه الأرجل الثلاث هو تثبيت الموقد في الأرض ويثبت على نهايتها المعقوفة حمالة على شكل دائري مصنوعة من الحديد توضع عليها الأواني للطهي.
طريقة عمل (البريموس): – تشبه في الفكرة طريقة عمل مصباح الكيروسين المضعوط (التريك).
-
يملأ الخزّان بالكيروسين.
-
يتمّ دفع الهواء تدريجيًا إلى داخل الخزّان باستخدام المكبس حتى يوصل الكيروسين المضغوط إلى الجهاز الخاص بالاشتعال الذي يوجد في أعلاه ثقبٌ دقيق يسمح بمرور الكيروسين ويتجمّع في مكان أسفل الجهاز.
-
يتمّ إشعال النار في الكيروسين المتجمّع بواسطة عود ثقاب او ولّاعة، ويستمرّ اشتعال الكيروسين لعدّة دقائق حتى يسخن جهاز الاشتعال.
-
نتيجة لاشتعال النار يسخنُ الجهاز ويسخنُ معه الكيروسين المضغوط ويتحوّل من الحالة السائلة إلى الحالة الغازيّة.
-
مع استمرار دفع الهواء داخل الخزّان، يندفع الكيروسين المضغوط المتحول إلى الحالة الغازيّة تلقائيًا نحو الثقب الدقيق، وعند خروجه يتّحد مع الهواء والنار المشتعلة، وينتج عنه ذلك اللّهبُ المطلوبُ للطهي.
موقدُ الكيروسين ذو الفتيلة ( الدافور او الجز): – موقدُ الكيروسين (الدافور او الجز كما كان يطلق عليه) أيضًا من الوسائل التي كانت تُستخدم للطهي والتي كان يُستخدم فيها وقود الكيروسين كمصدر للطاقة. فكرة عمل هذا الموقد لا تشبه فكرة عمل موقد (البريموس) التي تعتمد على الكيروسين المضغوط، وإنّما تشبه فكرة عمل (الفانوس) للحصول على اشتعال الفتيلة للحصول على الحرارة المطلوبة للطهي. وكان يوجد نوعان من هذه المواقد التي كانت تستخدمُ للطهي على حسب نوعيّة الشركة المصنّعة:
النوع الأول: – موقدٌ ذو الفتيلة الافقية. الشكل رقم (29) يوضّح النوع الأول من موقد الكيروسين، ويسمّى (Butterfly Stove). (مصدر الصورة..)
يتكون موقد الكيروسين ذو الفتيلة الافقية كما هو موضح في الصورة من جزءين: –
-
الجزء الأول عبارة عن خزّان منفصل للكيروسين مصنوع من الزّجاج الشفّاف يوضع بشكل مقلوبٍ ومثبّت على قاعدة معدنيّة موصّلة بالجزء الثاني عن طريق ماسورة معدنية.
-
الجزء الثاني عبارة عن هيكل الموقد مصنوع من المعدن على شكل مكعّب أجوف مفتوح من عدّة جهات، جهته العلوية عبارة عن غطاء مفتوح مثبّت به حمّالة على شكل مربع مصنوعة من الحديد توضعُ عليها الأواني للطهي.
-
قاعدةٌ معدنيّة على شكل دائري مثبّتة داخل هيكل الموقد، محيطها مصمّم لوضع فتيلة قطنية عليه أفقيًا لتكون مصدرًا للاشتعال. ومثبتٌ أعلاها مجسم الاشتعال مكوّن من أسطوانتين متداخلتين بهما ثقوبٌ مفتوحتين من الجهتين تعملان على زيادة اللّهب الناتج من اشتعال الفتيلة ووصوله إلى أعلى الموقد.
-
ماسورة معدنية موصّلة بين القاعدة المثبّت عليها الخزّان الزجاجي المقلوب والقاعدة المثبّت فيها الفتيلة القطنية، تسمح بمرور الكيروسين من الخزّان الى الفتيلة، ويتمّ التحكّم في شدّة الاشتعال بالزيادة او بالنقصان من خلال التحكّم في كمية تدفق الكيروسين من الخزان بواسطة مقبض دائري مثبّت عند القاعدة المثبّت عليها الفتيلة.
النوع الثاني: – موقد ذو الفتائل العمودية، الشكل رقم (30) يوضّح النوع الثاني من موقد الكيروسين، ويسمّى (Sock wick Stove ). (مصدر الصورة..)
يتكون موقد الكيروسين ذو الفتائل العمودية كما هو موضح في الصورة من جزء واحد: –
-
خزّان الكيروسين مصنوع من المعدن.
-
قاعدة معدنيّة مثبّتة على الخزّان على شكل دائري مصمّمة، بحيث توضع فيها عدة فتائل قطنية عمودية على شكل دائري أطرافها العلوية الظاهرة تكون مصدرًا للاشتعال وبقية أجزائها تكون مغمورةً في الكيروسين داخل الخزّان.
-
مجسّم الاشتعال مثبّت على القاعدة المعدنية وهو مكوّن من أسطوانتين متداخلتين بهما ثقوب مفتوحتين من الجهتين تعملان على زيادة اللّهب الناتج من اشتعال الفتائل ووصوله إلى أعلى الموقد.
-
هيكل الموقد مصنوعٌ من المعدن على شكل مكعب أجوف مفتوح من عدّة جهات يضمّ داخله المكوّنات السابقة، جهته العلوية عبارة عن غطاء مفتوح مثبّت به عدة مقابض مصنوعة من الحديد توضع عليها الأواني للطهي، بعض المواقد هيكلها يكون على شكل أسطواني.
الوسائلُ المُستخدمةُ لوقود الديزل
وقود الديزل كان من المشتقّات النفطية التي كانت تستخدم كوقود في مضخّات سحب المياه من الآبار في المزارع التي كانت تُستخدم فيها طاقة عضلات الحيوان والإنسان قبل استخدام المشتقّات النفطية. وقد سهّلت وساعدت هذه الوسيلة على زيادة المساحات المزروعة في المزارع التي كانت تعتمد على الآبار في الزراعة وبالتّالي زيادة المنتجات الزراعية. كان يقتصر استخدام المضخّات على الأماكن التي تصل إليها المشتقّات النفطيّة في وقتها. وكما هو معروفٌ لم تكن الزرعة في السلطنة قديمًا تعتمد على مياه الآبار في الزراعة فقط، وإنّما كانت تعتمد على مياه الأفلاج والعيون في كثير من المناطق، ومع مرور الوقت ومع توفّر وقود الديزل حلّت المضخّات المائية محلّ الوسائل القديمة التي كانت تُستخدم لسحب المياه من الآبار في الزراعة حتى اختفتْ هذه الوسائل من الاستخدام.
في المقابل استمرّ استخدام المضخّات المائية التي تعتمد على وقود الديزل كمصدر للطاقة حتى بدأ استخدام المضخّات المائية التي تعمل بالطاقة الكهربائية، وبدأت المضخّات الكهربائية تحلّ محلّ المضخّات التي تعمل بوقود الديزل حتى أصبحت قليلة الاستخدام الّا في الأماكن التي لم تصلها الشّبكة الكهربائية. الشكل رقم (31) يوضّح طريقة سحب المياه بواسطة مضخّات الديزل. (مصدر الصورة..)
بالإضافة إلى كون وقود الديزل يُستخدمُ في المضخّات المائية إلّا أنّه في بعض الأحيان او في بعض الأماكن التي لا يتوفّر فيها وقود الكيروسين، كان وقود الديزل يستخدمُ في وسائل الإنارة. إلّا أنّ استخدامه في وسائل الإنارة لم يكن محبّذًا وذلك لكثرة الدخان الذي ينتج عند استخدامه في هذه الوسائل، لذلك كان استخدامه نادرًا في الإنارة.
الوسائلُ المُستخدمةُ لوقود البنزين
وقود البنزين كما هو معروفٌ كان وما زال يُستخدمُ في محرّكات السّيارات، وكان استخدام وقود البنزين في البداية محدودًا نتيجة عدم توفّر استخدام السّيارات إلّا في بعض الحالات الخاصّة والاستخدامات العسكريّة وفي مناطق الامتيازات النفطيّة.
وقد تمّ إدخال أوّل سيّارة خاصة إلى سلطنة عمان عام 1928م بواسطة أحد التّجار في مدينة مسقط، وكان استخدامها محدودًا في مدينة مسقط في بعض الأماكن لعدم توفّر الطرق في حينها. وتم شقّ أوّل طريق برّي مرصوف للسيارات بين مدينة مسقط ومدينة مطرح عام 1929م عبر عقبة ريام، وكان لا يتجاوز طوله 2.5 كيلومتر. الشكل رقم (32) يوضّح طريقَ عقبة ريام بين مسقط ومطرح. (مصدر الصورة: – هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية)
في مدينة صلالة تم وصول اول سيارة خاصة، بواسطة السفينة عبر البحر، وكانت هذه السيارة تخص السلطان سعيد بن تيمور. الشكل رقم (33) يوضح الطريقة التي تمت بها إنزال السيارة من السفينة الى الشاطئ؛ حيث تم انزالها من السفينة بوضعها اولا على جسم عائم يسمى “الدوبة”، ثم تم سحب الدوبة بواسطة حبال الى الشاطى في منطقة ريسوت (ميناء صلالة حاليا)، ثم بعد ذلك تم حملها الى قصر الحصن.
تاريخ وصول السيارة لم تذكره المصادر (منصات التواصل الاجتماعي)، وانما أشارت الى كلمات شلة(شيلة) تراثية تردد عند القيام بعمل جماعي من اجل اتمام انجازه. حيث يقوم احد الشعراء بارتجال كلمات تعكس طبيعة العمل المراد القيام به.
وعندما كان العمل قائم بانزال السيارة من السفينة في حينها تم الرتجال الكلمات التالية:
حبابي جاب موتر (سيارة) صنعته من فلسطين
على الله يامسيكين
با شله فوق راسي جرى (لاجل) ما يلمس الطين
على الله يا مسيكين
من هذا نستنتج على ان تاريخ وصول السيارة ربما كان قبل عام 1948م.