Facebook Twitter Instagram YouTube WhatsApp

طاقة النفط والغاز

مصادر الطاقة الأحفوريّة او الوقود الأحفوري عادةً يطلقُ على مصادر الطاقة الناتجة من الفحم والنفط والغاز؛ هذه المصادر تكوّنت منذ ملايين السنين في باطن الأرض ولها مخزونٌ محدود. أي إنّها محدودة المصدر وتنتهي مع استمرارية استخدامها دون توقّف. عند استخدام هذه المصادر تتغيّر مكوّناتها الطبيعيّة ولا يمكن الحصول على هذه المصادر في فترة زمنيّة قصيرة. لهذا عندما نسمع او نقرأ كلمات مصادر الطاقة الأحفوريّة او مصادر الطاقة التقليديّة او مصادر الطاقة غير المتجدّدة فيقصد بها هذه المصادر الثلاثة (الفحم، النفط، الغاز).


المحتويات


مقدمة

انظمة صناعة النفط والغاز الطبيعي

  • نظام استكشاف وإنتاج النفط والغاز

    • التنقيب

    • الإنتاج

  • نظام نقل وتوزيع النفط والغاز

    • النقل

    • التخزين

  • نظام تكرير النفط ومعالجة الغاز

    • التكرير والمعالجة

    • التسويق

صناعة النفط

  • تكرير النفط

    • مرحلة الفصل والتكسير

    • مرحلة التحويل

    • مرحلة المعالجة

    • المشتقات النفطية واستخداماتها

صناعة الغاز الطبيعي

  • الغاز المصاحب

  • الغاز الغير مصاحب

  • معالجة الغاز الطبيعي

  • منتجات الغاز الطبيعي

    • الغاز الطبيعي المسال

    • الغاز الطبيعي المضغوط

    • الغاز البترولي المسال

    • استخدامات منتجات الغاز الطبيعي

لمحة تاريخية عن اكتشاف النفط والغاز الطبيعي

  • اكتشاف النفط في العالم

    • تكوين شركات نفط علمية

    • تكوين شركات نفط محلية

  • اكتشاف النفط في الدول المجاورة للسلطنة

    • ايران

    • العراق

    • اتفاقية الخط الاحمر

    • دول الجزيرة العربية


مقدّمة

مصادر الطاقة الأحفوريّة او الوقود الأحفوري عادةً يطلقُ على مصادر الطاقة الناتجة من الفحم والنفط والغاز؛ هذه المصادر تكوّنت منذ ملايين السنين في باطن الأرض ولها مخزونٌ محدود. أي إنّها محدودة المصدر وتنتهي مع استمرارية استخدامها دون توقّف. عند استخدام هذه المصادر تتغيّر مكوّناتها الطبيعيّة ولا يمكن الحصول على هذه المصادر في فترة زمنيّة قصيرة. لهذا عندما نسمع او نقرأ كلمات مصادر الطاقة الأحفوريّة او مصادر الطاقة التقليديّة او مصادر الطاقة غير المتجدّدة فيقصد بها هذه المصادر الثلاثة (الفحم، النفط، الغاز).

مصادر الطاقة بشكل عام  تمّ تصنيفها من حيث مراحل استخدامها إلى ثلاثة مصادر: –

المصادر الأوليّة للطاقة: هي مصادر الطاقة المتوفرة في الطبيعة ويتمّ استغلالها والاستفادة منها مباشرة او الاستفادة منها بصورة غير مباشرة من خلال تحويلها إلى شكل آخر من أشكال الطاقة باستخدام بعض التقنيّات، لذلك النفط الخام والغاز الطبيعي، اللذان هما موضع حديثنا، يعتبران من المصادر الأولية للطاقة.

المصادر الثانويّة للطاقة: – هي مصادر الطاقة التي يتمّ الحصول عليها بعد أن يتم تحويل بعض المصادر الأولية للطاقة من شكلها الطبيعي إلى شكل آخر من أشكال الطاقة باستخدام بعض التقنيّات. لذلك عندما يتم استخدام تقنية (تكرير النفط الخام) نحصل على مشتقّات نفطية، وكذلك عندما نستخدم تقنيّة (معالجة الغاز الطبيعي) نحصل على منتجات غازيّة. اذن المشتقّات النفطيّة التي نعرفها مثل البنزين والديزل وغيرها تعتبرُ من المصادر الثانويّة للطاقة، كذلك منتجات الغاز الطبيعي التي نعرفها مثل الغاز الذي نستخدمه في الطهي والغاز الذي يستخدم في وسائل النقل وغيرها من منتجات الغاز الطبيعي تعتبرُ من المصادر الثانويّة للطاقة.

المصادر النهائيّة للطاقة: هي مصادر الطاقة التي تصل بشكل نهائي إلى المستهلك ويتمّ استخدامها من قبل المستهلك بشكل نهائي من أجل الحصول على الفائدة منها، لذلك عندما نستخدم وقود البنزين او الديزل في وسائل المواصلات نحصل على طاقة الحركة، كذلك عندما نستخدم غاز الطهي نحصل على طاقة النار التي نستفيد منها في طهي الطعام. اذن طاقة الحركة وطاقة النار وغيرها تعتبر من المصادر النهائيّة للطاقة.

إذن النفط والغاز يعتبران من المصادر الاولية للطاقة، وهما  مصدران أساسيّان للطاقة على مستوى العالم. ويتمّ الحصول على هذه المصادر من باطن الأرض من الأماكن التي تتوفر فيها ومن ثم تكريرها او معالجتها من أجل الحصول على منتجاتها المختلفة من خلال عمليّات وأنظمة تسمّى صناعة النفط والغاز.


أنظمة صناعة النفط والغاز

أنظمة صناعة النفط والغاز تتكوّن من عدّة أنشطة يتمّ القيام بها من أجل وصول المشتقات النفطية والمنتجات الغازية إلى المستهلك، بداية من البحث والتنقيب عن حقول النفط والغاز تحت الأرض او تحت البحر وصولًا إلى تسويق مشتقّاته و منتجاته إلى المستهلك. كما هو معروف فان أي نظام هو عبارة عن مجموعة من المكوّنات او العمليّات المترابطة مع بعضها، لذلك الأنظمة او الأنشطة التي تستخدم في صناعة النفط والغاز كما هو موضح في الشكل رقم (1) يتمّ تقسيمها إلى ثلاثة أنظمة وهي: –

 


الشق العلوي (Upstream)

صورة توضّح احدى طرق استخراج النفط الخام وتسمى بالمضخة التأرجحية. (مصدر الصورة أرشيف شركة تنمية نفط عمان)

ويعرف بنظام استكشاف وإنتاج النفط والغاز ، وهي العمليّات التي يتمّ من خلالها استكشاف المواقع التي يوجد بها النفط والغاز، وتشمل كذلك التنقيب عنها واستخراجها من باطن الأرض إلى سطحها، وتقوم بهذه العمليات شركات متخصّصة في هذا المجال، ويتكون هذا النظام من الأنشطة التي يتمّ القيام بها من خلال العمليّات التالية:

التنقيب: – وتشمل هذه العملية مسح المواقع البريّة والبحريّة  وحفر آبار استكشافيّة من أجل تحديد صلاحية هذه المواقع والإمكانيّات المتاحة فيها وجدواها.

الإنتاج: وتشمل هذه العمليّة استخراج النفط والغاز من المواقع التي شملها التنقيب وأثبتت جدواها لتصبح حقولًا منتجة للنفط والغاز.

 


الشق المتوسط (Midstream)

صورة توضّح نقل الغاز عبر الأنابيب. (مصدر الصورة أرشيف شركة تنمية نفط عمان)

ويعرف بنظام نقل وتوزيع النفط والغاز، وهي العمليّات التي يتم من خلالها نقل وتوزيع خام النفط والغاز من أماكن استخراجها إلى أماكن التكرير والمعالجة، وتتمّ عمليات النقل والتوزيع بواسطة أنابيب او من خلال ناقلات خاصّة. ويتكوّن هذا النظام من الأنشطة التي يتمّ القيام بها من خلال العمليّات التالية: –

النقل: – وتشمل هذه العمليّة نقل وتوزيع خام النفط  والغاز من أماكن إنتاجه إلى أماكن تكريره ومعالجته، وتتمّ عمليّات النقل والتوزيع بواسطة أنابيب او بواسطة ناقلات خاصّة مصمّمة لهذا الغرض.

التّخزين: – وتشمل هذه العملية تخزين النفط والغاز، حيث إن عمليّات نقل وتوزيع النفط والغاز تحتاج الى آليّة للتخزين من أجل انسيابيّة هذه العمليّات. ويتمّ التخزين في منشآت خاصّة في أماكن مناسبة.

صورة توضّح أماكن تخزين النفط. (مصدر الصورة أرشيف شركة تنمية نفط عمان)


الشق السفلي (Downstream)

صورة تجسد مكونات إحدى مصافي تكرير النفط. (مصدر الصورة موقع Shutterstock  الالكتروني)

ويعرف بنظام تكرير النّفط ومعالجة الغاز، وهي العمليّات التي يتمّ من خلالها تكرير النفط الخام ومعالجة الغاز الطبيعي، وتتمّ هذه العمليات بواسطة محطات خاصّة او ما تعرف بمصفاة في حالة النّفط او وحدة معالجة في حالة الغاز الطبيعي، عادة تكون هذه المحطات قريبة من الشواطئ من أجل سهولة تصديرها. ويتكوّن هذا النّظام من الأنشطة التي يتمّ القيام بها من خلال العمليّات التالية: –

التّكرير او المعالجة: – تتمّ عمليّات تكرير النفط من خلال مصفاة النفط (تكرير النفط) من أجل الحصول على المشتقّات النفطية، ومعالجة الغاز من خلال وحدة معالجة الغاز من أجل الحصول على المنتجات الغازيّة، عادة تكون هذه المنشآت قريبة من الشواطئ من أجل سهولة التصدير، وكذلك تكون قريبة منها منشآت التخزين.

التّسويق: – وتشمل هذه العمليّة كل ما هو متعلّق بعمليّات تسويق وبيع المشتقّات النفطية والمنتجات الغازية حتى تصل في النهاية إلى المستهلكين.

صورة تجسد عمليات نقل الغاز المسال. (مصدر الصورة موقع Shutterstock  الالكتروني)


صناعة النّفط

النّفط هو أحد مصادر الطاقة الأحفوريّة الثلاثة التي ذكرناها الفحم والنفط والغاز الطبيعي، يتمّ استخراجه من تحت الأرض او من تحت البحر من خلال عدة عمليّات؛ منها البحث والتنقيب ثم الانتاج. ويتم الاستفادة من النفط بعد انتاجه من خلال تكريره والحصول على مشتقّاته أي تحويله إلى شكل آخر من أشكال الطاقة بعد عمليّة التكرير. الشكل رقم (7) يوضّح طبيعة شكل النفط الخام عند استخراجه من ابار النفط. (مصدر الصورة..)

 

تكرير النفط: – تكرير النّفط هو العمليّة او التقنيّة التي تستخدم من أجل تحويل المصدر الأولي للطاقة وهو في هذه الحالة النفط الخام إلى مصدر ثانوي وهو في هذه الحالة المقصود بها المشتقات النفطية. أي أنها العمليّة التي يتم من خلالها استخلاص المكوّنات المرغوب فيها من النفط الخام وتحويلها إلى منتجات أخرى صالحة للاستخدام. الشكل رقم (8) يوضح المراحل التي تمر بها عملية تكرير النفط الخام.

المراحل التي تمرّ بها عمليّة تكرير النّفط الخام للحصول على المشتقّات النفطيّة هي: –

مرحلة الفصل او التكسير: – وتعرفُ هذه الطريقة بالتقطير التجزيئي (Fractional Distillation)، حيث تعتمد هذه الطريقة على اختلاف درجة حرارة غليان المواد المكوّنة للنّفط الخام، فعندما يتمّ تسخين النفط الخام تتبخّر كل مادة (إحدى المشتقّات النفطية) عندما تصل درجة الغليان الخاصة بها وتنفصل عن بقية المواد، وتتمّ إعادة تكثيفها منفصلة عن غيرها.

مرحلة التحويل (Conversion): – وهي عمليّة كيميائية يتمّ من خلالها تحويل مركّبات المادة التي تم فصلها من النفط الخام نتيجة للتسخين إلى مركّبات مادة أخرى مرغوبة أكثر، على سبيل المثال عندما يتمّ تحويل الديزل إلى البنزين.

مرحلة المعالجة (Treatment): – وهي العمليّة التي يتم من خلالها تنقية مركّبات المواد المفصولة ومزجها بمركّبات أخرى لتحسين خصائصها.

المشتقّات النّفطية واستخداماتها

المشتقّات النفطية هي المنتجات التي يتمّ الحصول عليها بعد عملية تكرير النفط الخام. المشتقّات النفطية الأكثر شيوعًا هي البنزين، الديزل، الكيروسين، وغاز الطبخ وغيره، ولكن في الواقع هناك العديد من المنتجات التي تستخدم فيها المشتقّات النفطية والتي يجهلها الكثير منا، هذه المنتجات نستخدمها بشكل يومي ولا نستغني عنها ونجهل أنه استخدم في صناعتها إحدى المنتجات النفطية. ربما نستغرب إذا ذكر لنا أحدٌ انّ الأسبرين والعلكة ومعجون الأسنان وأقلام التّلوين ومستحضرات التجميل وغيرها من المنتجات الأخرى تدخل في صناعتها المشتقّات النفطية. أحد المصادر ذكر أنه يوجد أكثر من 6000 منتج تدخل في صناعته المشتقّات النفطيّة. الشكل رقم (9) يوضّح المشتقات النفطيّة الأكثر شيوعا واستخداما.

بعض المشتقات النفطية الأكثر شيوعًا واستخدامًا ومعروفة لدى الأغلبية منا هي: –

  • البنزين او الجازولين (Gasoline): – ويستخدم وقودًا للسيّارات والمولّدات الكهربائيّة الصغيرة وغيرها

  • الديزل او السولار (Diesel): – ويستخدم وقودًا للمحركات وبعض أنواع السيّارات والحافلات وغيرها.

  • الكيروسين او القاز (Kerosene): ويستخدم وقودًا للطبخ والإضاءة وغيرها.

  • زيت الوقود (Fuel Oil): – ويستخدم وقودًا للمولّدات الكهربائية ووقودًا للسّفن وغيرها.

  • غاز النفط المسال (Liquified Petroleum Gas): ويستخدم وقودًا للطبخ وكمادة تبريد وغيرها.

  • زيوت التّشحيم (Lubricate Oils): – وتستخدم كمادة لتقليل الاحتكاك بين الأسطح المتّصلة ببعضها ومنع تآكلها.

  • الاسفلت (Asphalt): – ويستخدم في تعبيد الطرق وطلاء الأسطح لمنع التسرّب وغيرها.


صناعة الغاز الطبيعي

الغاز الطبيعي هو أيضًا أحد مصادر الطاقة الأحفورية الثلاثة التي ذكرناها الفحم والنفط والغاز الطبيعي، يتم استخراجه من تحت الأرض او من تحت البحر من خلال عدة عمليّات منها البحث والتنقيب ثم الانتاج. وتتمّ الاستفادة من الغاز الطبيعي بعد إنتاجه من خلال معالجته والحصول على منتجاته بعد عمليّة المعالجة. عادة يتمّ الحصول على الغاز الطبيعي بطريقتين؛ الأولى تكون من نفس الحقول التي يستخرج منها النّفط؛ والثانية من حقول خاصّة باستخراج الغاز فقط، لهذا يسمّى الغاز الطبيعي بتسميتين متعلقتين بطريقة استخراجه، وهما: –

الغاز المصاحب ((Associated Gas: – وهو الغاز الذي يتمّ الحصول عليه مع استخراج النفط الخام، أي أنه يتمّ استخراجه من الحقل نفسه الذي يتمّ استخراج النفط الخام منه، حيث إنه في بعض حقول النفط التي تتوفر فيها كميّات متفاوتة من الغاز الطبيعي بالإضافة الى النفط الخام، كان في البداية يتمّ التخلّص من الغاز المصاحب من خلال إشعال النار فيه واحتراقه في الهواء لعدم وجود جدوى منه، ولكن في الوقت الحالي يتمّ استغلال الغاز المصاحب والاستفادة منه بوسائل مختلفة. الشكل رقم (10) يوضّح احتراق الغاز المصاحب الذي لم يتم الاستفادة منه، هذه الصورة التقطت في حقل جبال عام 1977م. (مصدر الصورة كتاب الطاقة الخفية في عمان)

الغاز غير المصاحب (Non-Associated Gas): – وهو الغاز الذي يتمّ الحصول عليه من الحقول الخاصّة بالغاز، أي انه يتمّ استخراج الغاز من حقول لا يوجد بها إلّا الغاز الطبيعي وبكميّات كبيرة.

معالجة الغاز الطبيعي

 كما هو الحال في النفط الخام يتمّ تكريره في مصفاة النفط للحصول على مشتقّات نفطيّة، كذلك هو الحال في الغاز الطبيعي تتم معالجته في وحدات معالجة خاصّة للحصول على منتجات الغاز الطبيعي. عادة الغاز الطبيعي عند استخراجه يتكوّن من العديد من العناصر والمركّبات مثل السوائل الهيدروكربونية والغازات والماء وبعض الموادّ الصلبة وغيرها. الشكل رقم (11) يوضح الخطوات التي تمر بها معالجة الغاز الطبيعي.

لذلك عملية معالجة الغاز الطبيعي تتمّ من أجل التخلّص من هذه الشوائب والحصول على غاز طبيعي نقي واستخدامه للحصول على المنتجات الغازيّة. معالجة الغاز الطبيعي تتضمن الخطوات التالية: –

  • معالجة الغاز لفصله عن السوائل الأخرى العالقة.

  • معالجة الغاز لإزالة الغازات الحمضيّة.

  • معالجة الغاز لامتصاص بخار الماء منه.

  • معالجة الغاز لتصفيته من الزئبق.

  • معالجة الغاز للتخلّص من الهيدروجين.

الشكل رقم (12) يوضح وحدة معالجة الغاز الطبيعي. (مصدر الصورة أرشيف شركة تنمية نفط عمان)

منتجاتُ الغاز الطبيعي

الغاز الطبيعي بعد معالجته يتم الحصول عليه نقيًا بمكوّناته الأساسيّة الطبيعيّة ويتم الاستفادة منه مباشرة او القيام ببعض العمليات الإضافيّة للحصول على منتجات غازيّة تستخدم في كثير من الصناعات والمنتجات التي تستخدم في كثير من احتياجاتنا اليومية. الشكل رقم (13) يوضح منتجات الغاز الطبيعي.

عادة يتم تسييل الغاز الطبيعي أي يتمّ تحويله من الحالة الغازيّة إلى الحالة السائلة او القيام بضغطه من أجل تسهيل عملية تخزينه ونقله، لذلك نجد بعض التّسميات او المصطلحات لحالة الغاز الطبيعي او طريقة تخزينه منها: –

الغاز الطبيعي المسال ((LNG: – وهو اختصار لكلمة ((Liquified Natural Gas، حيث يتمّ تحويل الغاز الطبيعي من الحالة الغازيّة إلى الحالة السائلة. الهدف الأساسي من تسييل الغاز هو لتسهيل عملية نقله من أماكن التصدير إلى أماكن الاستهلاك، حيث إنّ كلفة نقل الغاز في الحالة السائلة عبر البحار والمحيطات أقلّ بكثير من نقله في الحالة الغازية، ذلك أنّ الغاز الطبيعي المُسال يأخذ حيّزًا اقل بحوالي 600 مرة من الحيّز الذي يأخذه الغاز الطبيعي غير المُسال. وعادة تجري عمليّة تسييل الغاز الطبيعي للغاز الذي يستخرج من الحقول الذي يستخرج منها الغاز فقط، اي الغاز غير المصاحب

الغاز الطبيعي المضغوط ((CNG: – وهو اختصارٌ لكلمة (Compressed Natural Gas)، حيث يتمّ ضغط الغاز الطبيعي في أوعية خاصّة تكون على شكل أسطواني او دائري إلى ضغط يصل من (200-250) بار بهدف تسهيل عمليّة نقله ووصوله إلى المستهلك جاهزًا للاستعمال. يتمّ الحصول على الغاز الطبيعي المضغوط من عمليّة ضغط الغاز الذي يتم الحصول عليه من عمليّة تكرير النفط الخام أي أنه يعتبر أحد مشتقّات النفط الخام، كما أنه بالإمكان الحصول عليه من حقول الغاز بعد إجراء عملية معالجة الغاز الطبيعي (الغاز غير المصاحب).

الغاز البترولي المُسال ((LPG: – وهو اختصار لكلمة (Liquified Petroleum (Gas، الغاز البترولي المُسال هو الغاز الذي عادة يتمّ استخدامه للطهي في المنازل، حيث يتم تسييل الغاز البترولي وضغطه إلى درجة حوالي عشرين ضعف الضغط الجوي ومن ثم تخزينه في أوانٍ خاصة تتحمل هذا الضغط وتكون سهلة للنقل وبالتالي استعمالها من قبل المستهلك. يتم الحصول على الغاز البترولي المسال من عمليّة تكرير النفط الخام أي أنه يعتبر أحد مشتقّات النفط الخام، كما انه بالإمكان الحصول عليه من حقول الغاز بعد إجراء عملية معالجة الغاز الطبيعي (الغاز غير المصاحب).

استخدامات منتجات الغاز الطبيعي

يعتبرُ الغاز الطبيعي من مصادر الطاقة الأساسيّة الأكثر استخدامًا في العالم، والمنتجات التي يتمّ الحصول عليها بعد معالجة الغاز الطبيعي لا تقلّ اهمية عن المشتقات النفطيّة التي يتمّ الحصول عليها بعد عمليّة تكرير النفط الخام. الشكل رقم (14) يوضح استخدامات منتجات الغاز الطبيعي.

المنتجات الغازية يتم استهلاكها في كثير من الاستخدامات التي لا نستغني عنها في حياتنا اليومية، بعض هذه الاستخدامات هي: –

  • في توليد الطاقة الكهربائيّة وتحلية المياه.

  • في كثير من الاستخدامات المنزليّة من أهمها طهي الطعام.

  • في وسائل النقل المختلفة كالسيّارات وغيرها.

  • في كثير من الأنشطة التجاريّة.

  • في كثير من المنتجات الصناعيّة التي لا نستغني عنها.


لمحة تاريخيّة عن اكتشاف النفط

اكتشف الإنسان النفط قديما وتعرف على بعض استخداماته، حيث كان النفط في بعض الأماكن يطفو على سطح الارض نتيجة      لضغط الغاز داخل طبقات الارض، لذلك استطاع الإنسان منذ القدم الحصول على النفط الخام واستخدمه بطرق بدائيّة مختلفة      وبوسائل محدودة حسب قدراته واحتياجاته المتاحة. مع مرور الزمن تطوّرت طرق الحصول على النفط وتعدّد استخدام مشتقّاته ومنتجاته.

لقد بدأت الثورات الصناعيّة في القرن التاسع عشر مع اكتشاف الفحم الحجري الذي استخدم كمصدر للطاقة في تشغيل الآلات والمعدات البخاريّة (ذات الاحتراق الخارجي) وحلّت محلّ الطاقة اليدوية. وزاد الاهتمام بهذا المصدر الذي ساعد في كفاءة الإنتاج الصناعي ونمو النشاط التجاري، وزاد الاهتمام بتطوير مصادر الطاقة والبحث عن مصادر أخرى للطاقة، ثم توالت الدراسات والبحوث وتم التمكن من الحصول على مادة الكيروسين من خلال تقطير النفط الخام، وتم استخدامه كوقود للمصابيح. بعد ذلك استخدم الكيروسين بدل الزيوت الأخرى التي كانت تستخدم للإضاءة في وقتها. لهذا زاد الاهتمام بالبحث والتنقيب عن النفط مما أدّى إلى اكتشاف المزيد منه بكميات أكبر وهي ما تعرف بحقول النفط الخام.

اكتشاف النفط في العالم

توالت الاكتشافات النفطيّة وتطوّرت عمليّات تقطير النفط الخام (تكرير النفط الخام) وتم الحصول على مشتقّات نفطيّة أخرى غير الكيروسين مثل الديزل والبنزين، ثم تمّ استخدام هذه المشتقّات النفطيّة المكتشفة كوقود في للمعدّات والآلات الصناعيّة ووسائل النقل المختلفة وغيرها (ذات الاحتراق الداخلي). وبعدها توالت اكتشافات النفط على مستوى العالم وتطوّرت تقنيّات تكرير النفط الخام للحصول على المشتقّات التي تستخدم كوقود في الأجهزة والآلات والمعدّات المنزليّة والصناعيّة والزراعيّة ووسائل الإنارة ووسائل النقل وغيرها من الاستخدامات الأخرى.

تكوين شركات نفطية عالمية: – مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين زادت الاكتشافات النفطيّة حول العالم وتكوّنت شركات نفطية في الدول الصناعيّة آنذاك؛ الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهولندا وألمانيا، وكانت تهيمن على التنقيب عن النفط وإنتاجه وتكريره وتسويقه حول العالم.

كوّنت هذه الشركات النفطيّة التي كانت تسمّى (الأخوات السبع) فيما بينها نظام كارتل (Cartel)، وكما هو معروف نظام كارتل هو اتفاق او تحالف بين عدة شركات تعمل في صناعة واحدة من أجل تقسيم السوق فيما بينها وتنظيم المنافسة بحيث لا تتعدّى أي شركة على حصة شركة أخرى، أي أنّ نظام كارتل الذي كوّنته هذه الشركات النفطيّة الهدف منه سيطرتها على السوق العالمية للنفط، وهو يعني أنه تم الاتفاق بين هذه الشركات العاملة في مجال النفط على اقتسام السوق العالميّة فيما بينها، بحيث لا تتعدّى أي من هذه الشركات على البلاد التي تختصّ بها شركة أخرى وعدم السماح لأيّ منافسة تتمّ من خارج هذا النظام. وهذا ما قامت به هذه الشركات على مستوى العالم بالنسبة لصناعة النفط، حيث تمّ من خلال هذا التحالف احتكار الصناعات النفطيّة في دول آسيا وأوروبا والقارّة الأمريكيّة على شركات هذا التحالف.

تكوين شركات نفط محلية: – الطريقة التي اتبعتها هذه الشركات لتسهيل احتكارها للصناعات النفطيّة في الدول التي توجد بها اكتشافات نفطية، هو تكوين شركة نفطيّة محليّة تحمل الاسم الوطني لهذا البلد النفطي، ويتمّ توزيع نسب ملكيّة الشركة النفطية المحلية لتصبح كامل ملكيّتها لتحالف هذه الشركات النفطية الأجنبية بنسب متفقٌ عليها، وبالتالي يتم احتكار كامل صافي الأرباح فيما بينها. مقابل إعطاء حكومة هذا البلد النفطي مبلغًا من المال. فيما بعد اختلف هذا النظام، حيث أصبح لحكومات الدول التي توجد بها اكتشافات نفطيّة نسبة في هذا التحالف المكوّن للشركات الوطنيّة للنفط. وتختلف هذه النسب على حسب ما يتمّ الاتفاق عليه، هكذا كانت الطريقة التي يتمّ بها اكتشاف النفط في الدول النفطية على مستوى العالم.

اكتشاف النفط في الدول المجاورة للسلطنة

استمرّ البحث والتنقيب عن النفط الخام حول العالم، وفي بداية النصف الأول من القرن العشرين بدأ البحث والتنقيب عن النفط الخام في دول المنطقة، حيث تم التمكن من اكتشاف النفط في هذه الدول. وكانت سلطنة عمان تستورد المشتقّات النفطية منها قبل اكتشاف النفط فيها. وفيما يلي التسلسل الزمني لاكتشاف النفط في دول المنطقة: –

إيران: – تعتبر إيران أول دولة في المنطقة يتمّ اكتشاف النفط فيها، ففي عام 1901م حصل رجل أعمال بريطاني يُدعى (وليام نوكس دي آر سي) على حق الامتياز في التنقيب عن النفط في إيران، وفي عام 1908 م تم اكتشاف النفط في إيران في حقل النفط في مسجد سليمان، وفي عام 1909 م تم تأسيس شركة النفط الأنجلو-فارسيّة (APOC)، حيث كانت أول شركة نفط في الشرق الأوسط. في عام 1935 م تم تغيير اسمها من شركة النفط الأنجلو-فارسيّة (APOC) إلى شركة النفط الأنجلو-إيرانيّة ((AIOC، وفي عام 1954 م تم تغيير اسمها إلى شركة النفط البريطانيّة (BP) وهو الاسم الحالي للشركة. الشكل رقم (17) يوضّح حقل اكتشاف النفط في إيران عام 1908م.

العراق: – في عام 1912م تم تأسيس شركة النفط التركيّة (TPC)، وحصلت على التنقيب عن النفط في العراق وسوريا وجنوب تركيا وهي اراض كانت تابعة للدولة العثمانيّة في وقتها. هذه الشركة عبارة عن تحالف مكوّن من المصرف الوطني التركي 35%، شركة شل الملكيّة الهولنديّة 25%، المصالح الألمانيّة 25%، رجل الأعمال العراقي كولين يان 15%.

لم يكتمل استكشاف النفط في العراق نتيجة نشوب الحرب العالميّة الأولى (1914م-1919م). ومن النتائج التي خلفتها الحرب العالمية الأولى هو سقوط الدولة العثمانيّة وتقسيم الأراضي غير التركيّة التابعة للدولة العثمانيّة إلى دويلات. ثم تمّ استئناف استكشاف النفط في العراق، وفي عام 1927 م تمّ اكتشاف النفط في العراق في حقل بابا كركر في منطقة كركوك.

اتفاقية الخط الاحمر: – في عام 1928 م تم توقيع (اتفاقيّة الخط الأحمر) بين الدول المنتصرة في الحرب العالميّة الأولى، وتم الاتفاق فيما بينها لاحتكار شركاتها النفطيّة حق الامتياز للتنقيب عن النفط في الدول التي كانت تابعة للدولة العثمانيّة، وسمّيت باتفاقية الخط الأحمر، وقد سمّيت بهذا الاسم لأنه تم وضع خط أحمر في الخارطة على الدول المشمولة في الاتفاقية وهي العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن والجزيرة العربيّة باستثناء الكويت بالإضافة إلى تركيا وقبرص. الشكل رقم (15) خارطة توضّح الدول التي تشملها اتفاقية الخط الأحمر. (مصدر الخارطة كتاب تحديات…فنجاح)

ونتج عن ذلك استبدال اسم شركة النفط التركيّة (TPC) بشركة نفط العراق ((IPC، وتم توزيع نسب حصص التحالف الجديد في شركة نفط العراق كما يلي: – شركة النفط الأنجلو-فارسيّة (بي بي) حاليًا 23.75%، شركة النفط الفرنسيّة (توتال) حاليا 23.75%، شركة شل الملكية الهولنديّة (شل) حاليا 23.75%، شركة إنماء الشرق الأوسط المؤلّفة من خمس شركات امريكيّة 23.75%، وشركة بارتيكس التي يملكها رجل الأعمال العراقي كولين يان 5%.

دول الجزيرة العربيّة: – بعد اكتشاف النفط في إيران والعراق توالت الاكتشافات النفطيّة في دول الجزيرة العربية، فقد تمّ انتاج النفط في البحرين عام 1932 م، السعودية عام 1938 م، الكويت عام 1946 م، قطر عام 1949 م، الإمارات عام 1963 م، وسلطنة عمان عام 1967 م. كذلك اليمن، بسبب موقعها الاستراتيجي، كانت عدن في منتصف القرن العشرين مدينة حاضرة ومركزًا عالميًا للتبادل التجاري. وبالرغم من أنه تمّ انتاج النفط في اليمن في عام 1986 م، إلّا أنه في عام 1953م تم إنشاء مصفاة للنفط الخام في مدينة عدن للحصول على المشتقّات النفطية، حيث كان يتمّ توريد النفط الخام من الدول المجاورة وبعد ذلك تكريره في هذه المصفاة للحصول على المشتقّات النفطيّة وتصديرها.

الشكل رقم (16) يوضّح مصفاة النفط في عدن عام 1953م. (مصدر الصورة الشبكة العنكبوتية)

 

الترجمة Translate